جاري التحميل الآن

ترامب يتوقع اتفاقا نوويا جديدا مع إيران وتطبيعا بين السعودية وإسرائيل

ترامب يتوقع اتفاقا نوويا جديدا مع إيران وتطبيعا بين السعودية وإسرائيل

الرئيس الأميركي يبدي انفتاحه على لقاء الزعيم الإيراني الأعلى أورئيس البلاد معربا عن تفاؤله بتسوية أزمة نووي إيران

مع انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، عادت العلاقات بين الرياضوواشنطن إلى سالف عهدها وسط توقعات بأن تشهد تحسنا أكبر علىجميع المستويات

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تفكيك القدراتالنووية الإيرانية بالكامل قائلا إن الإجراءات الجزئية غير كافية لضمانأمن إسرائيل

وصفت إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة والعدو الرئيسي لإيرانفي الشرق الأوسط برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم بأنه تهديدوجودي” لها

ستة مصادر مطلعة : الولايات المتحدة تستعد لعرض صفقة أسلحةعلى السعودية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار وأن العرض من المقررإعلانه خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة

أقام ترامب علاقات وثيقة مع الرياض خلال ولايته الأولى ومن المتوقعأن يدفع بالمملكة التي تضم أقدس المواقع الإسلامية نحو تطبيعالعلاقات مع إسرائيل كهدف رئيسي لسياسته الخارجية

النهار / وكالات

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انفتاحه على لقاء الزعيم الإيرانيالأعلى علي خامنئي أو رئيس البلاد مسعود بيزشكيان، معبرا عناعتقاده بأن البلدين سيبرمان اتفاقا جديدا بشأن برنامج طهرانالنووي، كما توقع تطبيعا وشيكا بين إسرائيل والسعودية، رغم موقفالمملكة الواضح باشتراطها تسوية عادلة للقضية الفلسطينية عبر حلالدولتين.وقال ترامب في مقابلة مع مجلة “تايم” يوم 22 أبريل/نيسان”أعتقد أننا سنبرم اتفاقا مع إيران”، وذلك بعد محادثات أميركيةإيرانية غير مباشرة الأسبوع الماضي اتفق فيها الجانبان على وضعإطار لاتفاق محتمل.وأكد في تصريحات أخرى للصحفيين في البيتالأبيض اليوم الجمعة توقعاته الإيجابية قائلا “أعتقد أن الأوضاع معإيران تسير على ما يرام. سنرى ما سيحدث”. وذكر مسؤول أميركيأن المناقشات أحرزت “تقدما جيدا جدا”.وردا على سؤال في المقابلةعما إذا كان منفتحا على لقاء الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي أوالرئيس مسعود بزشكيان، قال ترامب “بالتأكيد”.وهدد الرئيسالأميركي مجددا بشن عمل عسكري ضد إيران ما لم تتوصل سريعاإلى اتفاق جديد يمنعها من صنع أسلحة نووية. وانسحبت الولاياتالمتحدة في عام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، من الاتفاق النوويالمبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية. 

ووصفت إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والعدو الرئيسيلإيران في الشرق الأوسط برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم بأنه”تهديد وجودي” لها.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تفكيك القدراتالنووية الإيرانية بالكامل قائلا إن الإجراءات الجزئية غير كافية لضمانأمن إسرائيل.وردا على سؤال عما إذا كان يخشى من أن يجر نتنياهوالولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، قال ترامب “لا”.

وفي رده على سؤال آخر عما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك فيحرب ضد إيران إذا اقدمت إسرائيل على هذه الخطوة، قال “قدأشارك طواعية إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق، سأكون فيالطليعة إذا لم نتوصل إلى اتفاق”.

وفي مارس/آذار، ردت إيران على رسالة من ترامب حثها فيها علىالتفاوض على اتفاق جديد، مؤكدة أنها لن تشارك في محادثاتمباشرة تحت الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية، لكنها منفتحةعلى المفاوضات غير المباشرة، كما حدث في الماضي.

ورغم أن المحادثات الحالية غير مباشرة بوساطة سلطنة عمان، تحدثمسؤولون أميركيون وإيرانيون وجها لوجه لفترة وجيزة بعد الجولةالأولى في 12 أبريل/نيسان.

وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات النووية مع الولايات المتحدةإن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الأكبر فيالمناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.

وأضاف أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما وهم على قناعة بأنالولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيباليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل،لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكل نقطة خلافرئيسية.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيرانسيتعين عليها وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاقواستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهيالمحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.

وقال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الجهود التي بذلتها دولهملإثارة موضوع برنامج الصواريخ الإيراني في محادثات متقطعة خلالالأشهر القليلة الماضية قوبلت بالرفض المتكرر من مسؤولين إيرانيينأصروا على أنه غير قابل للتفاوض.

وأضاف الدبلوماسيون أن دولا أوروبية اقترحت على المفاوضينالأميركيين أن يتضمن الاتفاق الشامل قيودا تمنع إيران من امتلاكالقدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.

وجرت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين طهران وواشنطن في عهدالرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال المساعي الدبلوماسيةالتي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015.

وتتهم القوى الغربية إيران بتبني أجندة سرية لتطوير قدرات لصنعأسلحة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى درجة عالية من النقاء،يتجاوز ما يقولون إنه مبرر لبرنامج مدني للطاقة الذرية.

وتؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي بالكامل. وحد اتفاق عام2015 من نشاطها في تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوباتالدولية، لكن إيران استأنفت التخصيب وزادت وتيرته بعد أن سحبترامب بلاده من الاتفاق النووي عام 2018.

وفي شأن آخر أعرب ترامب عن ثقته بقيام السعودية بتطبيع علاقاتهامع إسرائيل، قائلا إن “الرياض ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم”، فيإشارة إلى الاتفاق التاريخي الذي أُبرم في نهاية ولايته الأولى عام2020 وشهد تطبيع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب للعلاقات معإسرائيل، مضيفا “هذا سيحدث”.

ومن المقرر أن يزور ترامب السعودية الشهر المقبل في إطار جولة لهفي الشرق الأوسط كان من المتوقع أن تكون أول رحلة خارجية له منذعودته إلى البيت الأبيض، قبل أن يقرر السفر إلى إيطاليا لحضورجنازة البابا فرنسيس.

وأقام ترامب علاقات وثيقة مع الرياض خلال ولايته الأولى، ومن المتوقعأن يدفع بالمملكة التي تضم أقدس المواقع الإسلامية نحو تطبيعالعلاقات مع إسرائيل كهدف رئيسي لسياسته الخارجية.

وقادت السعودية، التي نددت مرارا بالحرب الإسرائيلية على غزة،جهودا دبلوماسية رفيعة المستوى لدفع المجتمع الدولي إلى إيجاد حلعاجل وشامل للأزمة متمسكة بمقاربتها القائمة على إقامة دولةفلسطينية، فيما أطلقت في سبتمبر/أيلول الماضي تحالفا دوليا منأجل حل الدولتين.

الى ذلك قالت ستة مصادر مطلعة لرويترز إن الولايات المتحدة تستعدلعرض صفقة أسلحة على السعودية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار،مشيرين إلى أن العرض من المقرر إعلانه خلال زيارة الرئيس الأميركيدونالد ترامب للمملكة في مايو/أيار.

وتأتي هذه الصفقة بعد أن فشلت إدارة الرئيس السابق جو بايدن فيالتوصل إلى اتفاق دفاعي مع الرياض، ضمن صفقة شاملة كانتتتضمن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

ودفع التوتر الذي شهدته العلاقات الأميركية السعودية خلال فترة إدارةالرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، الرياض إلى تعديل بوصلتهاتجاه الشرق، معززة علاقات التعاون العسكري مع الصين على وجهالتحديد.

وتعتبر صفقات الأسلحة الأميركية للسعودية جزءا أساسيا من العلاقةالاستراتيجية بين البلدين لعقود طويلة. وبينما تهدف هذه الصفقاتإلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، فإنها تواجه أيضا تحدياتوانتقادات تتعلق بالصراعات الإقليمية وملف حقوق الإنسان. وتستمرهذه الصفقات في التطور في ظل الإدارات الأميركية المتعاقبةوالأوضاع الجيوسياسية المتغيرة.

وتعمل المملكة على تنويع مصادر تسلحها، لكن تبقى الولايات المتحدةأحد أكبر مصادرها بالنظر لعلاقات التحالف الاستراتيجية، بينمايتوقع أن تشهد نموا أفضل وأكثر موثوقية مع الرئيس الحالي دونالدترامب الذي يتبنى نهجا مختلفا في إدارة علاقات بلاده الخارجيةمناقضا لسلفه بايدن.

وكان ترامب أعلن مطلع مارس/اذار أنّه سيزور السعودية اعتبارا منأبريل/نيسان، فيما ستصبح أول زيارة خارجية له منذ عودته إلىالسلطة في 20 يناير/كانون الثاني.وقبل نحو أسبوعين زار وزيرالخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان واشنطن لبحث ترتيباتالزيارة وملفات التعاون بين البلدين.والسعودية شريك وثيق للولاياتالمتّحدة في الشرق الأوسط واستضافت محادثات غير مباشرة بشأنأوكرانيا تقودها واشنطن. كما استضافت مفاوضات مباشرة بينالولايات المتحدة وروسيا أنهت ثلاث سنوات من القطيعة بينالبلدين.ومن المتوقع أن تدشن الرياض وواشنطن مرحلة جديدة منالتعاون الاستراتيجي في كافة المجالات بعد أن شهدت العلاقات فيفترة إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن حالة من الفتوروالتوترات على خلفية خلافات حول أكثر من ملف.وتأخذ الرياضوالدول الخليجية الحليفة للولايات المتحدة على الإدارة السابقة تراخيهافي مواجهة التهديدات التي شكلها الحوثيون. كما انتقدت المرونة التيأبداها بايدن تجاه أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.ووجهالرئيس الأميركي السابق انتقادات عنيفة للحكومة السعودية ولوليالعهد الأمير محمد على خلفية جريمة مقتل الصحفي السعودي جمالخاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.ووعد خلال حملتهالانتخابية التي أوصلته لاحقا للرئاسة بجعل السعودية منبوذة ومعزولة،في تصريحات تعاملت معها المملكة بندية وتجاهلتها، بينما اتخذتسلسلة إجراءات قانونية وقضائية بحق منفذي جريمة قتلخاشقجي.ونفى الأمير محمد أي دور له في تلك الحادثة، لكنه قال إنهيتحمل المسؤولية باعتبار أنها حدثت وهو في مركز المسؤولية.

وخفف بايدن لاحقا حملته على السعودية وزار جدة على أمل دفعهالزيادة انتاج النفط وخفض الأسعار، لكن الرياض التزمت باتفاقتحالف أوبك بلس الذي أقر تخفيضات كبيرة في الإنتاج، ما أعادالاستقرار لأسعار النفط وزاد الضغوط على الولايات المتحدة معارتفاع الأسعار الاستهلاكية.ومع انتخاب ترامب رئيسا للولاياتالمتحدة، عادت العلاقات بين الرياض وواشنطن إلى سالف عهدهاوسط توقعات بأن تشهد تحسنا أكبر على جميع المستويات.

إرسال التعليق