في مشهدٍ لا يمكن تصنيفه إلا في خانة العبث البيروقراطي وسوء الإدارة والفساد التخادمي بين المسؤولين الكبار ورؤساء العشائر، حلّقت طائرة C130 تابعة للقوة الجوية العراقية، حاملةً وفدًا عشائريًا بتكليف من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بتنفيذ وزير الدفاع متوجهة من قاعدة النصر في بغداد إلى قاعدة القيارة في نينوى، لأداء واجب العزاء إلى عشيرة شمر.ولا يخلو ذلك من استخدام إمكانيات الدولة حتى الطائرات للدعاية الانتخابية للسوداني ووزير الدفاع ثابت العباسي، طائرة عسكرية ضخمة مخصصة لنقل الجنود والمعدات وأعمال الحرب وتكلف الدولة عشرات الملايين من الدولارات، تستخدم كـ”باص” ينقل المعزّين إلى وجهتهم وكأننا أمام دولة بلا أولويات، الصور المسرّبة من داخل الطائرة تُظهر مشهداً سريالياً: مشايخ بعباءاتهم التقليدية، ووجوه قبلية بابتسامات عريضة، على مقاعد عسكرية معدنية صُممت أصلاً لنقل الذخيرة والجنود، وليس لأداء “الواجب الاجتماعي”.