النعي والندب في بلاد الرافدين
عبد الهادي الزعر
اتسم النعي فى بلادنا منذ فجر التاريخ بالتفجع ، فقد كان اهل الراحل يستعينون بنادبين ونادبات يقومون بتعداد مآثر الميت ذكرا أم أنثى بجملٍ قصيرةٍ تحمل معنى مكثفا !
فقد وجدت فى مكتبة آشور بانيبال ( رقم ) تدل على اشتراك النساء والرجال على شكل جوقتين كل واحدة تقوم بترديد مقطعا جنائزيا لمآثر الراحل !؟ ففى الشعبية العراقية تسمى النادبة (المعددة ) لانها تعدد المزايا وفى مصر تسمى (العديدة ) ومنهن من أحترفن فأمست سمعتهن طائرة !
وكان العرب بالجاهلية اذا رحل عنهم شريف بعثوا راكبا يجول بالقبائل مخبرا ؟
ومن العادات المتبعة فى هذا السياق ان يهود الشرق حين يموت منهم رجلمعروف يجوب أحد الرجال ( المعمدين ) معظم الشوارع وقد شد على يده عصابة سوداء كتب عليها (أفليوث ) بمعنى حداد حاملا بيده اليسرى راية سوداء (سنجاق تيفيل ) بمعنى – النهاية – كما ان رقعة الماّتم (التموزية) امتدت الى كل الانحاء فشملت فينيقيا بأسم ( أودونيس ) وفى العبرانية بأسم
( أودناى ) و ذكر ابن النديم ان نساء حران كن يبكين على (تاوز) كيف قتل وطحنت عظامه فى الرحى ثم ذرت فى الريح –
إرسال التعليق