جاري التحميل الآن

التواضع ومدحه  (ح3)  

التواضع ومدحه  (ح3)  

حسن عودة الماجدي

قد أشير إلى أن ضد الكبر( التواضع ) وهو انكسارللنفس يمنعها من أن يرى لذاتها مزية على الغير، وتلزمه افعال واقوال موجبة لاستعظام الغير وإكرامه ، والمواظبة عليهاأقوى معالجة لإزالة الكبر ولا بد من الإشارة إلى الاخبار الواردة في مدح التواضع وفوائده وتحريكاً للطالبين الى السعي في تحصيله الموجب لإزالة ضده وهذه الاخبار كثيرة و خارجة عن حد الاحصاء فنكتفي بأيراد بعض منها و بإشارات أقوال الانبياء والرسل والاولياء , قال رسول الله ( ص ) ( ما تواضع احد لله الا رفعه الله ) وقال (ص) طوبى لمن تواضع في غير مسكنه وانفق مالاً جمعه من غير معصية , ورحم أهل الذلة والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة , وقال رسول الله (ص) لأصحابه ( مالي لا أرى عليكم حلاوة العبادة قالوا : وما حلاوة العبادة ؟ قال ( التواضع ) وقال (ص) (اذا تواضع العبد رفعه الله الى السماء السابعة ) وقال ( ص) (أرْبَعٌ لَا يُعْطِيهِنَّ اللَّهُ إِلَّا مَنْ يحَبَّه: الصَّمْتُ، وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، وَالتَّوَاضُعُ، وَالزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا) وقال ( ص) ( ليعجبني أن يحمل الرجل الشي في يده يكون مهنة لأهله يدفع به الكبر عن نفسه ) وقال ( ص ) من تواضع لله رفعه الله , ومن تكبر خفضه الله ) وقال عيسى ابن مريم ( ع): طوبى للمتواضعين في الدنيا ، وطوبى للمصلحين بين الناس في الدنيا هم الذين يرثون الفردوس يوم القيامة, طوبى للمطهرة قلوبهم في الدنيا هم الذين ينظرون إلى الله تعالى يوم القيامة) : وروى ( ان سليمان بن داود ( ع) , إذا أصبح تصفح وجوه الأغنياء والأشراف حتى يجيء إلى المساكين فيقعد معهم ويقول مسكين مع المساكين) وروى انه ورد على امير المؤمنين ( ع) أخوان له مؤمنان: أب وابن فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه وجلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام فاحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل وجاء ليصب على يد الرجل، فوثب أمير المؤمنين (ع) وأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل فتمرغ الرجل في التراب وقال: يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب على يدي؟ قال: اقعد واغسل فان الله عز وجل يراك وأخوك الذي لا يتميزّمنك ولا ينفصل عنك يخدمك، يريد بذلك في خدمته في الجنة، مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، فقعد الرجل فقال له ( ع ) : أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته ، ، لما غسلت مطمئناً كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبر، ففعل الرجل ذلك فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده، ولكن الله عز وجل يأبى أن يسوي بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الأب على الأب فليصب الابن على الابن، فصب محمد بن الحنفية على الابن.

وقال الامام الصادق (ع)  التواضع أصل كل شرف نفيس ومرتبة رفيعة، ولو كان للتواضع لغة يفهمها الخلق لنطق عن حقائق ما في مخفيات العواقب. والتواضع ما يكون لله وفي الله،. ولأهل التواضع سيما يعرفها أهل السماوات من الملائكة وأهل الأرض من العارفين ..

وقد قال الله تعالى (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ) الاعراف 46 ، وأصل التواضع من إجلال الله وهيبته وعظمته، وليس لله عز وجل عبادة يقبلها ويرضاها إلا وبابها التواضع، حتى ان الله تبارك وتعالى قد أمر أعز خلقه وسيّد بريته محمد ( ص) بالتواضع , فقال عز وجل (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) الشعراء / 215

إرسال التعليق