جاري التحميل الآن

صوت العمال العالي

صوت العمال العالي

أحلام المالكي

    العمل هو الوصف الثابت عبر التاريخ لحركة الانسان من أجل كسب أسباب العيش بكرامة وتوفير الطعام والدواء والسكن والتعليم وسواها من متطلبات العيش وكان مدار البحث عن الظروف الطبيعية والملائمة للعمال ولو تحدثنا عن فلسفة الموضوع نجد أن الجميع هم عمال سواء كان من يمارس مهنة الطلاء وحمل الطوب ومد اسلاك الكهرباء والحلاقة والطب والهندسة والتجارة فكل تلك التوصيفات ترتبط بالعمل من اجل الحصول على المال وتلبية الحاجات الشخصية ولكن تطور الحياة وتعقيداتها جعلت من المهن والاعمال ملائمة في مكان ومعقدة في أخر فمن يعمل في الطب والتجارة غير من يعمل بقالا أو يعمل في مصنع للخياطة أو للعطور أو لتعبئة المياه وووو غيرها من أعمال .

    في التاريخ البشري كان العمال يبذلون جهدا مضنيا وقاسيا ولكنهم لايحصلون على المال الكافي ولاتتوفر لهم شروط الكرامة الانسانية ويعملون لساعات طويلة ولايوقعونعقودا تحفظ لهم حقوقهم ولايملكون سكنا لائقا ولايحصلونعلى رعاية طبية ومنهم من يعمل في اجواء باردة للغاية او حارة للغاية كعمال البناء والمصانع والمزارع ومد السكك والطرق والجسور والبنايات الشاهقة والمستشفيات والمدارس والجامعات والملاعب وغيرها من مشاريع بنى تحتية تتطلب جهودا قاسية ووقتا ممتدا وهذه الظروف جعلت نقابات عمالية ومفكرين وكتابا وسياسيين وشخصيات عالمية معروفة تتبنى عقد ندوات ومؤتمرات وفعاليات وكتابة قوانين ترعى حقوق العمال وتدافع عن الطبقات العمالية في مختلف انحاء العالم حيث تخرج تظاهرات كبيرة وتقام فعاليات مختلفة في اليوم الاول من مايو من كل عام لالقاء الكلمات والتذكير بحقوق العمال وإبقاء صوتهم عاليا ليحصلوا على مايمكن من حقوق..    

    في عام 1886، دعا اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة إلى إضراب في الأول من مايو أيار للمطالبة بثماني ساعات عمل يومياً. وشارك في الإضراب أكثر من 300 ألف عامل في المصانع التي يعملون فيها في جميع أنحاء البلاد. في 3 مايو أيار، قتل عدد من العمال المضربين في مدينة شيكاغو، أحد مراكز حركة الاحتجاج، على أيدي الشرطة، ويعود عيد العمال في أصله إلي عام 1869 حيث شكل في أمريكا عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة “فرسان العمل” كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل واتخذوا من 1 مايو يوماً لتجديد المطالبة بحقوق العمال.

   تحول هذا اليوم الى مناسبة عالمية لايمكن تجاهلها وحاولت العديد من الحكومات والمنظمات الدولية التباهي به ومغازلة الفئات الاجتماعية الفقيرة والدعوة الى المزيد من الجهد لتحسين ظروف العمال وتوفير احتياجاتهم وتقليل ساعات العمل ومنحهم الاموال الكافية لتلبية متطلباتهم المعيشية والصحية وهي جهود تفاوتت في حجمها واهميتها وتاثيرها ولكن الواضح ان صوت العمال العالي لن يخفت مطلقا.

إرسال التعليق