اين التخطيط والافعال يا حكومة ويا برلمان …؟
بقلم: عبد القادر صبحي علي الجاف
اكاد اصدق تلك التهم التي تصف أو تصنف بعض الامم وقادة تلك البلدان بالظاهرة الصوتية التي تتكلم وتصرح ولا تفعل لليوم أو الغد، فتبقى نهضة البلاد اسيرة للمصادفة والازمجة، وليس للتخطيط الذي يحدد الاهداف والامكانيات وتوقيتات الانجاز. وربما الأكثر غرابة اننا نمتلك ميزانية ضخمة، يحسدنا عليها القاصي والداني ، وعندنا ايضا وزارة للتخطيط، يقال ان لها خططا وبرامج للتنمية الشاملة والمستدامة، لكن واقع الحال اننا ما زلنا نتعرض للصدمات حين تواجهنا تداعيات ومشكلات غير متوقعة، ولم توضع لها حلول مسبقة، فنلجأ للترقيع، ونتراجع عن كل خطط الجودة والترصين وندخل مجددا للدوران في حلقة مفرغة ونعود للكم على حساب النوع. فوزارتا التربية والتعليم العالي تعانيان الآن من تضخم أعداد الطلبة، وهم يطالبون بمقاعد دراسية في الجامعات والمدارس، وأمانة بغداد ووزارة الكهرباء تشعران بالعجز لاتساع المطالبة بالخدمات فبعضها يتحسن في الشتاء وينهار في الصيف، والعكس صحيح ايضا، فليست هنالك حسابات دقيقة مضبوطة، وكأننا لا نمتلك العقول والاجهزة المتطورة والمراكز المتخصصة لنتحسب للقادم من الايام والسنوات، مثلما تفعل بلدان عديدة، فترصد الانواء الجوية وتتنبأ بتقلبات الجو، وتخمن اضرار الاعاصير والزلازل وتوقيتات حدوثها، فالله يعلم ما في الغيب، والشعوب الصاعدة في سلم التمدن تستطيع ان تدرك بحواسها وبحواسيبها وخبرتها العلمية ما الذي سيحدث في مستقبل كل الحقول والمجالات، وتضع حلولا مسبقة لكل الحالات، لأنها امة عملية، وليست ظاهرة صوتية في كل مراحل التاريخ، وعند تبدل الانظمة السياسية بكل اصنافها الدكتاتورية أو الديمقراطية …. متى تستفيق امتنا العراقية وتجد أنها تسير في هذا العالم المتسارع الخطى بخطوات الى الامام معروفة العدد والزمن؟، وتعرف الى اين ستصل ومتى دون هدر للسنوات بل القرون وهدر للثروات؟!.
مازلنا نرنوا لضوء النجوم لعتمة الطريق، ولا تعرف الدولة أو الحكومة، وينعكس ذلك على تفاصيل حياة المواطن كيف ستحل ازمة البطالة، والكهرباء والخدمات الاخرى ومشكلات السكن، وطرق ايقاف الارهاب، ومكافحة الفساد، وايقاف الامتيازات غير المشروعة التي يستحوذ عليها البعض بأبشع طرق الاحتيال والابتزاز. اننا بحاجة الى خارطة طريق وطنية يضعها علماء ليعرف كل انسان موقعه على خريطة البلاد، وما الذي سيفعله، وماذا سيتحقق في المستقبل المنظور أو البعيد لكي نطمئن ونشعر اننا نعيش حقا في عالم معلوم، وليس في طريق مجهول. حينها سيؤمن الجميع بأننا نسير وفقا لتخطيط) فلا يسمح له بعد ذلك ان يعيد الينا هذا المصطلح، وهو يردده بصورة ساخرة بعد ان ابتلع الحروف الثلاثة الأولى. ونعتذر عن استخدام هذا اللفظ، فليست هنالك وسيلة للتعبير لتحريك ضمائر البعض الا بملاحقتهم من خلال هذا الاسلوب.. فلا تجدي معهم الكلمات الطيبة وباقات الزهور، بل نحتاج الى مطارتهم بهذه الالفاظ وضربهم بالطماطم المتعفنة والبيض الفاسد، وهذا ايضا يحتاج الى التخطيط. بتمام الكلمة ….
إرسال التعليق