جاري التحميل الآن

إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في سوريا بذريعة حماية الدروز

إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في سوريا بذريعة حماية الدروز

الطيران الإسرائيلي يشن غارات استهدفت مناطق في محافظات حماة وريف دمشق ودرعا رغم التنديد الدولي

النهار / وكالات

صعدت إسرائيل من هجماتها العسكرية على الأراضي السورية، حيث شنت غارات جوية على مناطق مختلفة في حماة وريف دمشق ودرعا، وسط إدانات وتحذيرات دولية تتصاعد بشكل مستمر. ورغم هذه الانتقادات، تصر إسرائيل على أن هذه العمليات تأتي في سياق حماية الدروز بعد تعرضهم لهجمات من جماعات مسلحة. إلا أن هذه الهجمات تثير تساؤلات كبيرة حول النوايا الحقيقية وراء التصعيد، حيث يُعتقد أن الدولة العبرية تسعى، من خلال زيادة العمليات العسكرية، إلى زعزعة استقرار الحكومة السورية، ما يزيد من التوترات الإقليمية.

ومن خلال تصعيد هجماتها الجوية على المناطق السورية، وخاصة في حماة ودرعا وريف دمشق، تؤكد إسرائيل أنها تهدف إلى حماية الأقلية الدرزية، لكن العديد من المراقبين يرون أن هذه الهجمات قد تكون جزءًا من استراتيجية أكبر لزيادة النفوذ الإسرائيلي في المنطقة على حساب وحدة سوريا. فبجانب حماية الدروز، تهدف إسرائيل، بحسب بعض التحليلات، إلى تقسيم البلاد بشكل أكبر من خلال دعم أطراف محلية معينة في مواجهة الحكومة المركزية في دمشق. هذا التصعيد العسكري لا يسهم فقط في إضعاف الدولة السورية، بل يضيف أبعادًا جديدة للتوترات الإقليمية المعقدة في الشرق الأوسط.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عبر منصة “إكس”، بأن “الطيران الإسرائيلي استهدف بغارة محيط قرية شطحة بريف محافظة حماة الشمالي الغربي” (وسط) مشيرة أن الغارة نتج عنها “4 إصابات”، دون أن تحدد حالتهم الصحية.

وأضافت أن “غارات أخرى استهدفت محيط مدينة حرستا بمحافظة ريف دمشق” (جنوب)، فيما استهدفت إحدى الغارات محيط مدينة إزرع بريف محافظة درعا (جنوب). ولم تحدد “سانا” الأهداف التي طالتها الغارات.
وبخلاف الغارة على حماة، لم توضح الوكالة السورية ما إذا كانت بقية الغارات الأخرى نجم عنها ضحايا من عدمه.
وفجر الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارة جوية على منطقة مجاورة لقصر الرئاسة بالعاصمة دمشق، فيما قالت تل أبيب إن الضربة “رسالة تحذير” للإدارة السورية في دمشق.
وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إسرائيل كاتس، تعليقا على القصف، إن “هذه رسالة واضحة للنظام (الإدارة الجديدة) السوري: لن نسمح بنشر قوات جنوب دمشق أو بأي تهديد للدروز”.
واللافت أن الضربة الإسرائيلية جاءت بعد ساعات من بيان مصور صادر عن زعماء الطائفة الدرزية ومرجعياتها ووجهائها، مساء الخميس، أكدوا فيه أنهم جزء من سوريا الموحدة، مشددين على رفضهم التقسيم أو الانفصال، فضلا عن اتفاق الحكومة السورية مع وجهاء جرمانا التي يقطنها سكان دروز بريف دمشق على تعزيز الأمن وتسليم السلاح المنفلت.
ويمثل البيان رسالة لإسرائيل التي تحاول استغلال ورقة الأقليات، خاصة الدروز في جنوب سوريا، لترسيخ تدخلاتها وانتهاكاتها للسيادة السورية، وفرض واقع انفصالي، في وقت تؤكد فيه دمشق أن لجميع الطوائف في البلاد حقوقا متساوية دون أي تمييز.
والثلاثاء والأربعاء الماضيين، شهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا اللتين يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية في محافظة ريف دمشق، توترات أمنية على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن “إساءة” للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتمكنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن بهجمات شنتها مجموعات مسلحة “خارجة عن القانون” تسعى “للفوضى وإحداث فتنة”.
وأعلنت مديرية الأمن العام بريف دمشق، مساء الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية في صحنايا والتوصل إلى “اتفاق مبدئي” لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية بالمنطقتين.
وضمن مزاعم دفاعها عن حقوق الدروز في سوريا، شنت إسرائيل الأربعاء، غارات جوية على محيط منطقة أشرفية صحنايا وأسقطت ضحايا من المواطنين الدروز، وفق وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متصاعدة من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لفرض تدخلها في سوريا، في وقت تؤكد فيه دمشق أن جميع مكونات الشعب متساوون في الحقوق.

إرسال التعليق